مفهوم المعارضة النوبية وكيفية تفعيلها...
ايه رايك لو خليت العنوان (كنت معارضا... من اجل قضية ومطالب ومازلت) بدلا من (لم اكن معارضا للانقاذ يوما... بل كنت صاحب قضية ومطالب) هل هناك فرق؟؟! طبعا لفطنتكم! اعتقد انها ليست محيرة!!الرد .. الرداتحدث عن مفهوم نوبي للمعارضة كما ورثته ممن سبقوني بمفهوم ان هناك مشكلة في المنطقة النوبية (وضعنا يدنا في مكمن الجرح)... ولكن للاسف ليست لدي آليات(علاج) وهذا حسب تقديري يعزى لحسابات خاطئة في فهم المعارضة، وكيفية ان تعارض لتصل لاهدافك... او خطأ في تركيبة النوبي حيال قضاياه وفهمها لوجود تطاحن داخلي في تفسير ايهما فيه الخير؟ وايهما فيه الشر !!مازال المشهد السياسي الإقليمي العام خاصة في النوبة وعامة في السودان, بالنسبة لي شخصياً, غائماً ومشتتاً ومتهالكاً ومخجلاً ومنذراً بأشنع العواقب, ولا حول لنا تجاه النظر إليه ومعاينته إلا أن نستمطر اللعنات على مجموعات لا حصر لها من المثقفين والسياسيين والمنظرين والجشعين والمصلحجية والمتعالمين والمتفيهقين في السودان اولا, الذين ساهموا في ايصال المنطقة إلى هذا الدرك والحضيض, عن قصد أودون قصد. (طبعا لن اتطرق لمشاكل بقية الاقاليم الموعودة بالانفصال)، وثانيا المعارضة النوبية منذ الاستقلال في تخبطها وعدم وعيها الى ما يجمعها وتعمل على ما يشتتها ولك في قيام المنابر والكيانات والجمعيات الجديدة كل صباح جديد دليل على من له بصر وبصيرة.(لا تجبرني ان اكتب عنهم)لعل الأحداث الشنيعة المفجعة الدامية التي تجري صباح مساء في اقليم دارفور الذبيح وتوقعات الانفصال للجنوب الحبيب هي السبب وراء عدم إلقاء الأضواء بشكل مكثف على الاستباحة الشاملة لذلك الشمال التاريخي العريق من قبل دولة نسميها الشقيقة، في خطة خبيثة صامته كالسرطان لابتلاع كل الارض وتشريد انسانها واعادة صياغة ارثها وتمكين استعمار استيطاني، في غياب كامل ممن نسميهم دهاقنة المعارضة النوبة وهم اجدر بتصديق ما ينظرونه من حبر على على ورق يفتقد الى ابجديات المعارضة المنظمة بمفهومها الفيزيائي او الرياضياتي حسب مفهوم الشعوب الراقية، بل هي عبارة عن شوفانية فارغة لا محتوى لها لانها حسب متابعتي لها تركن لانتماءت حزبية مفضلة في خدمة الفرد (المركز) ومن حوله، وخلاصة الجولة يكتفون ببياض (عظام) وبئسا للثريد الذي ذهب في جوف السادة. وبعيدا عن الحكومات ومعارضتها فإلى جانبالإذكاء المتواصل لنار العنصرية والتفرقة بين ابناء الامة الواحدة (النوبة انفسهم) هذا دنقلاوي وهذا محسي وهذا سكتاوي وهذا حلفاوي وهذا نوبي مصري وهذا نوبي جبلي الذي كان من بعض مظاهره, تقسيم محليات وتلاعب بجمارك وضرب النوبي بالنوبي وسياسة (فرق تسد) وإلى جانب عملية التصفية الجسدية لشهداء كجبار جراء السدود، ونزع الأرض وتمليك الاجنبي.فثمة عملية تجري على قدم وساق لمحو هوية بلاد الحضارات وطمس معالمها وإلغاء تاريخها, بدءاً من النهب المنظم للمتاحف وسرقة مناطق الأثري، واعادة كتابة تاريخ السودان متمثلة في مجموعة حضارة الخرطوم الذين يرفضون مجرد (اسم النوبة في تاريخهم المزعوم)وانتهاء بنسف لغتنا,ولقد ارتكبت كل تلك الفظائع بذريعة التنمية وجعله بلدا يحتذى في الحضارة .. !!والسؤال الأول الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل كان ثمة عقلاء ناهيك عن معارضين (لا استثني نفسي) في النوبة- قبل تعرضه لهذه المهازل- يفكرون بتجنيب بلدهم المخاطر, بصرف النظر عن انتماءاتهم المختلفة ومصالحهم ومواقفهم السياسية المتباينة? وهل كان ثمة من يدرك حجم مثل تلك المخاطر ومدى قدرتها التدميرية التي كان من المحتم أن تطول مختلف النوبيين بلا استثناء جراء وضع أيديهم بأيدي من تعرفونهم بسياسة التذويب وتوطين العرب الرحل وتغيير لتركيبة السكانية بملايين الصعايدة. هنا قف ... كيف كان تقييمك للمعارضة النوبية حيال هذه الكوارث ؟؟أما السؤال الثاني الذي يطرح نفسه فهو: ما مفهوم المعارضة النوبية, وهل دورها يتلخص بإسقاط النظام أو الإسهام في إسقاطه?في رأيي الشخصيإن مفهوم المعارضة هو الأكثر التباساً في معجمنا السياسي- كنوبة وسوادنة- والسبب الرئيسي الذي يقف وراء هذا الالتباس هو تحديد دور وظيفة المعارضة بشكل جلي .( (on the opposite side)انا شخصيا معارض للنظام )معروف أن مصطلح معارضة هو غربي بحت وأنه ترجمة حرفية لكلمة (opposition) لكن هذه الترجمة القاصرة والمبتسرة هي التي شوهت هذا المفهوم الحيوي حين حصرت مضمونه في إطار مفهوم مناوأة السلطة أو مناصبتها العداء أو قلبها, فعلى سبيل المثال فإن ترجمة عبارة (on the opposite side) هي (في الطرف المقابل) وليس في (الطرف المعارض).وعليه فإن المعارضة في المفهوم الغربي تتلخص بأنها برامج سياسية مغايرة ومقابلة لبرامج سياسية أخرى, مع التشبث الأكيد بأن يكون المفهوم الأساسي للمعارضة هو خدمة الوطن ووضع مصالحه العليا فوق كل مصلحة أو اعتبار.إذا ما تفحصناالأمر جلياً نجد أن المعارضة عندنا هي خليط من مجموعات شبه عشوائية تبدأ من معاداة النظام والسعي لإسقاطه بشتى السبل الممكنة, الشرعية منها وغير الشرعية, وتندرج بعدها إلى المناوأة والمشاكسة والمعارضة بغرض المعارضة, وإلى معارضة تستقوي بالخارجومعارضة وطنية تعمل في الداخل وإلى لا موالاة وأخيراً إلى لا مبالاة(حالة المعارضة الآن) والتي هيالأخطر, وعلى الأخص بعد انتشار الإسلام الشكلي الذي يركز على العبادات فقط وعلى عذاب القبر والثواب والعقاب والجنة والنار, دونما قدرة على الانطلاق إلى الفضاءات الحضارية والأخلاقية الفسيحة للإسلام ودونما تفاعل مع قضاياه الراهنة والتحدياتالتي يجابه ها, فما بالك بنظرة هذه الشريحة الواسعة إلى الوطن وهمومه إذا كان الخلاص الفردي هو الديدن والشعار عندها?وفي الجهةالمقابلة فإن مفهوم الموالاة نفسه غائم وملتبس أيضاً, فثمة العديد من المرتزقة والمنتفعين والوصوليين والمكتسبين والطفيليين يدعون أنهم يدافعون عن البلد وعن النظام في حين إنهم يدافعون عن مكاسبهم الشخصية فقط, وواضح أن الأمور لا يمكن أنتستقيم إلا في معالجة عيوب وأعطاب الطرفين كما هو ظاهر في مجموعة الرياض كمثال.وأعتقد أنه آن الأوان لأن يرد الاعتبار للقيم النضالية للمعارض, بمعنى أن يكون الانتماء للحزب مسؤولية وطنية وليس امتيازاً مصلحياً, فمجموعة المناضلين الشرفاء بين صفوفه لا يمكن الاستهانة بها وهي قادرة على تحقيق التغيير المنشود ولست اقصد حزب بعينه ولكن كل النوبة الذين يسحبون مصلحة منطقتهم..وحيث إن الشعب هو المنتفع أو المتضرر الأول والأخير من أي تغييرات قد تحدث فلا بد من إيجاد وسيلةلاستنهاض روحه بشتى السبل الممكنة لجعله قادراً على الدفاع عن حقوقه ومستقبله ووطنه.والاستمرارية للاصلح..... اخي سيف الله مارايك انت في المعارضة النوبية ؟نواصل